ترجمة: ليام الجندي
الطعام رائع من نواح عدّة. وأنا من أشدً المحبين لتناول مختلف الأطعمة لِلذتها ، و أيضا لكونها مظهراً من مظاهر الحضارة .كل من يشعر بالحنين إلى الوطن يجب أن يعرف مقدار ما يحمل الطعام المحلي من أهمية. وكم يحتاج من جهود لإعداد طبق محلي كالذي اعتاد على تناولهِ في مكانٍ ما بعيداً عن مسكنه الحالي.
أيضاً, في كثير من الأحيان نجد أن ذات المواد الغذائية تختلف في الطعم من بلدٍ الى آخر. الحليب له مذاق مختلف, واللبن يبدو كثيرَ البياض. الخبز حلوٌ جداً أو سميك جداً, الفواكه ليست طازجة, الدّجاج ليس كبيراً بما يكفي, البطيخ صغير جداً وطري. وذلك ما عدا العادات غير الصحيًة التي يملكها السكان المحليّون
الغذاء الصحّي هوَ الموضوع الرئيسي
وأود أن أشير إلى القراء الخبراء أنني لست- ولا أتطلع -لأن أكون خبيرة تغذية. وهذه ليست محاولة لوصف الأكل الصحّي، انها فقط مقالة صغيرة غير علمية عن ما لاحظت من بعض العادات الغذائية في بعض الأماكن حيث أعيش. وكما نلاحظ، هناك اتجاه نحو تناول الأطعمة منخفضة أو مرتفعة الدهون, البروتينات أو الخام. مرة أخرى، أنا لستُ خبيرة تغذية وليس لدي مصلحة شخصيّة في هذه الأسئلة. أنا فقط سوف أتحدّث عن الموضوع بشكلٍ عام.
في رأيي, لا ضرر في تناول الرز المُعاد تَسخينه
لقد عشتُ في اسكتلندا لقرابة العشِر سنوات, وكنتُ مبهورةً أن ما يعتبرونه صحيا، غير صحي، أو ضار مبني على انحياز ثقافي.
لقد نصحوني بأن أُسخّن الرز, وأن لا اتناول اي شيء بعد الساعةِ السادسة مساءً، وأنَّ تناول الجبن في المساء يولّد الكوابيس.

كل هذا يبدو وكأنّه هراء بالنسبة للسويدي، حيث تناول الطعام بعد السادسة يعتبر ضروري جداً، لقد تناولت الرز معاد التسخين طوال حياتي ، وليس هناك ما هو جيد ل”kvällsmacka” كتناول الجبن مع الخبز المحمص. في المملكة المتحدة، تعتَبر القهوة سيئة بالنسبة لك. بالنسبة لمعظم السويديين (بصرف النظر عن هؤلاء الذين لا يتوافقون في الرأي مع ما جاء في هذه المقالة)، لا يوجد شيء من هذا القبيل. تناول القهوة في السويد هي عادة اجتماعية و ضرورية للعديد من المناسبات.
تناول السندويتشات على الغداء غير مرغوب به في السويد
وهذه من عادات دول الأطلسي, المملكة المتحدة, النرويج, أيسلندا والولايات المتحدة. لا يمكن تصوُّرها للسويديين. على مدى السنوات المائة الماضية، قد استمتعنا بتناول الغداء المطبوخ، الطعام الحقيقي [riktig mat] على الغداء. إذا كان هذا أكثر من اللازم، من الممكن تناول السلطات، أو بعض الأغذية الغنية بالبروتين أو الأغذية النباتية. أيضاً المكسرات، الجبن، الزبدة اللوز، البقوليات, الفاصولياء، والأفوكادو.
عادات الإفطار
هذه هي الوجبة حيث معظم الناس (بغض النظر عن الجنسية) غيرَ مستعدين للتخلي عن عاداتهم .
زوجي الفرنسي يحب تناول الحلويات في الصباح، وإذا لم يكن هناك الكرواسان، kanelbulle (فطيرة القرفة) سوف تفي بالغرض. أو لماذا لا نأخذ فكرة pain au chocolat (كروسان الشوكلاتا الفرنسي) حرفيا، ووضع قطعة من شوكولاتة الحليب على قطعة من الخبز؟ ولكن هذا يعتبر غير شهي بتاتاً للسويديين.
الافطار: نحن نعتقد أنه ينبغي أن يكون شطيرة، خبز الجاودار، الجبن، أو يفضل الكبد (للحديد)، والخضروات

(شرائح من الخيار أو الفليفلة.) يمكن الجمع بين هؤلاء مع خليط السحلب, اللبن, الحبوب أو ربما الفاكهة ، ولكن لا نتناول أي شي يأكل فيfika (استراحة القهوة). (التمتع بشريحة من kardemummalängd (حلويات/ دونات القرفة) بعد بضع ساعات في الاجتماع الاسبوعي يعتبر مقبولا تمام)
زوجي الفرنسي أيضا قد صدم وحتى شعر بالاشمئزاز نوعا ما، من مفهوم lördagsgodis (حلوى السبت). فكرة تناول السكر فقط لأنه محبب لك ، ليس سوى غباء له. على الرغم من أنني ناضجة ، ولكن عادةً ما اتمتع بحقيبة أسبوعية من الحلوى، و تقليد lördagsgodis منطقي بالنسبة لي. وهذا ممكن أن يكون كالعديد من العادات التي يشترك فيها السويديين, كالإفراط في الشرب ، وربما اتباع افكار اللوثرية.
عدم إيمان السويديين في الحبوب
عند الذهاب إلى طبيب في السويد، سوف ينصحك بشرب الماء, النوم والسير لمسافات طويلة و يرسلك إلى المنزل. بالطبع، إذا كنت تعاني من شيء خطير، سوف يعطيك الدواء المناسب، ولكن يفضل الطبيب عدم استعمال الأدوية الكيميائية في حالات العدوى, وعوضاً عن ذلك يوصي بالهواء النقي وممارسة الرياضة. على الجانب الإيجابي، يمكن للسويد التباهي بعدم وصفها للمضادات الحيوية في الحالات “غير ضرورية” كما في أماكن أخرى.
السبب لذلك، إننا نؤمن بأن الأشياء الطبيعية كالمشي بالغابات، تنشق هواء المحيط والخضروات من الحديقة، سوف تعالج الأمراض الجسدية والعقلية.
وتعتبر السلع المنتجة صناعياً مشكوك بأمرها. حيث يتم تعزيز الجسم والروح بحمايتهما من الحضارة، وليس باعتبارهما جزءً منها.
التمرين ضروري جداً
الأكثر اثارة للاهتمام حول المجتمع السويدي، هو أن الحفاظ على الصحة يشغل تفكيرنا بشكل دائم. هذا لا ينطبق عليّ شخصيا: لدي طفلين صغيرين وأدير شركتي الخاصة ، ولقد فضلت دائماً استهلاك السكّر لحرق الدهون. وإنّي لست مهتمّة بممارسة أي شكل من أشكال الرياضة . إنني دائماً أتلقى النقد عندما اعبّر عن عاداتي الغير صحية و ونمط حياتي المخالف للتقاليد. ولكن أصدقائي الغير سويديين لايبدون اهتمامهم الزائد في هذا الموضوع.
بإمكانكم إيجاد المقالة الأصلية لـ Sofi Tegsveden Deveaux هنا.
Written by Liam Aljundi
Liam is twenty years old and graduated from high school 2014 in Turkey. Currently he is redoing a more advanced program (International Baccalaureate Diploma) in Västerås. He has a great love for Mathematics and chemistry (science geek!) and is also interested in Metaphysics. He is a volleyball player and loves camping, hiking, biking and traveling.
Leave a Reply